عاجل

الثلاثاء 23/أبريل/2024

فلسطين تقدم مفهومها للسلام في يومه الأممي

فلسطين تقدم مفهومها للسلام في يومه الأممي

كيف يبدو السلام بالنسبة للشعب الفلسطيني، وما معنى هذه الكلمة التي تحمل في طياته تأويلات عدة تبلغ حد التناقض الصارخ؟ بدوره فإنّ الأستاذ الدكتور محمد عوض، أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني، يؤكد أنّ السلام يعني للشعب الفلسطيني إعادة الأرض وعودة اللاجئين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

جاء ذلك خلال كلمة الدكتور عوض، التي ألقاها نيابة عن رئيس الوزراء إسماعيل هنية، في المهرجان الذي نظمته اليوم الخميس (21/9) وزارة الثقافة الفلسطينية في مركز الشوا الثقافي بمدينة غزة، بعنوان “سيأتي السلام يوماً”، وهو ما يوافق اليوم العالمي المخصص للسلام الذي ترعاه الأمم المتحدة.

وحضر الفعالية وزير الثقافة عطا الله أبو السبح، ومفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” كارين أبو زيد، والسفير المصري أشرف عقل، وعدد من نواب المجلس التشريعي، ومثقفين وإعلاميين.

– السلام كما نفهمه

وقال الدكتور عوض في كلمته “إننا نفهم السلام كما تفهمه شعوب العالم الحر، السلام يعني للإنسان الفلسطيني هو إعادة الارض وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وبناء دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس”، مضيفاً أنّ “السلام أيضاً أن نعيش حياة كريمة بدون قصف وتدمير وحصار، هذا السلام الذي نرتضيه والذي يشكل لنا الهدف الرئيسي في المرحلة القادمة”.

وحيّا عوض الشهداء الأبرار الذين “استُشهدوا دفاعاً عن الحق و السلام القائم على المساواة والعدل، و(الذي) يعيد الحق والأرض لأصحابه، ويجلب الحقوق والمواثيق التي أقرتها المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها وثيقة جنيف لحقوق الانسان وملحقاتها”.

وأكد أمين عام مجلس الوزراء أنّ الفلسطينيين “أصحاب قضية عادلة، تعرّضوا فيها لأسوأ عملية تهجير وطمس في التاريخ كله، توالت فيها النكبات عبر مسيرة طويلة من التضحيات والشهداء والأسرى دون أن يحرك العالم ساكنا”.

– العالم يتحمّل المسؤولية عن مأساة الشعب الفلسطيني

وقال الدكتور عوض إنّ عشرات القرارات الدولية لم تُنفذ وبقيت رهينة العربدة الاحتلالية والأمريكية مشدداً على أنّ “مأساة الشعب الفلسطيني والنكبة التي حلت به؛ يتحمل مسؤوليتها العالم أجمع، خاصة أوروبا وأمريكا، فهم الذين أعطوا الشرعية للاحتلال للقتل والتدمير” ومهدوا الطريق لاقامة الكيان الصهيوني الخارج عن القانون الإنساني و تثبيت نفسه على أنقاض دولتنا وشعبنا.

وأضاف أمين عام مجلس الوزراء أننا “نفهم السلام كما العالم الحرّ، سلام قائم على العدل والطمأنينة والكرامة والحق والعيش الكريم، وهي مبادىء تشكل أبسط الحقوق لشعوب العالم والإنسانية جمعاء”.

وأوضح عوض أنّ الحكومة الفلسطينية العاشرة التي جاءت عقب انتخابات حرة نزيهة شهد لها العالم؛ واجهت الحصار والعدوان بصورة لم تشهدها أية حكومة من قبل، حيث اعتُقل الوزراء و النواب ورئيس المجلس التشريعي ونائب رئيس مجلس الوزراء، وقُصفت رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية، و”هدموا المنازل على رؤوس قاطنيها، وقتلوا العشرات وجرحوا المئات، وأغلقوا المعابر الدولية، في عقاب واضح للشعب الفلسطيني على خياره الديمقراطي”، كما ذكر.

وقال الدكتور عوض متابعاً أنّ “شعبنا أراد ان يغيِّر تركيبة النظام السياسي الفلسطيني، بعدما أعطى النظام السابق عشر سنوات عجاف من المفاوضات مع العدو الاسرائيلي، كان نتيجتها المزيد من الاستيطان وعزل المناطق وتقسيم الأراضي وبناء الجدار وحصار مدينة القدس عاصمة فلسطين، واغتيال عشرات القادة من الرئيس (ياسر) عرفات والشيخ (أحمد) ياسين و(الدكتور عبد العزيز) الرنتيسي وأبو علي مصطفى وغيرهم”.

وخلص أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني إلى القول إنه “بدل أن يحترم العالم خيار شعبنا الديمقراطي؛ تعرضنا للحصار”، معتبراً ذلك “تهديداً حقيقياً للسلام في المنطقة ولشعوبها، وعدواناً همجياً على شعب يتطلع إلى الحرية والاستقلال وبناء دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، أسوة بباقي شعوب العالم”.

– القضية الفلسطينية هي الأكثر نزيفاً

أما وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عطا الله أبو السبح، فشدّد على أنّ القضية الفلسطينية هي القضية الأهم في الكرة الأرضية، وأنها الأكثر نزيفاً بين الشعوب منذ وعد بلفور و حتى الآن، مستعرضاً ما قامت به العصابات الصهيونية من ذبح للشعب الفلسطيني على مدى سنوات طويلة، ثم قام “عدو الإنسانية الأول” الرئيس الأمريكي هاري ترومان بتقسيم فلسطين إلى دولتين عبر الامم المتحدة، “ثم بعد ذلك يوصمون شعبنا المظلوم بالإرهاب”، حسب قوله.

وأضاف الوزير أبو السبح “نحن طلاب حياة وسلام، لا نقاتل من أجل القتال، لأنّ ديننا وحضارتنا تأبى علينا ذلك”، موضحاً أنّ الأمم المتحدة “أقبلت على إصدار المزيد من القرارات ولا تنفذها التزاما بالفيتو الامريكي الظالم الذي لم يكن يتناهى عن إيقاع الظلم في شعبنا صباح مساء”.

وأوضح وزير الثقافة أنّ رفح التي يسكن فيها حاصرت فيها الدبابات الاسرائيلية أحد مناطقها وقصفت سيارته وأصيب سائقها بجراح، مؤكداً أنّ الصهاينة يأبون أن يكون هناك فلسطيني على وجه الأرض.

ووجه الدكتور عطا الله أبو السبح حديثه لمفوض عام “الأونروا” فقال “أيتها السيدة الفاضلة؛ نحن طلاب سلام، ولكننا نأبى الضيم وأن نُذبح، بل ندافع عن أنفسنا ومستقبلنا وعن حقنا في الحياة، وإذا كان هناك دعوة حقيقية للسلام؛ فلابد من اعطاء الحقوق لأهلها”.

وتابع الوزير قوله “لا نريد سلاماً كما تريده أمريكا في أفغانستان ولبنان والعراق، ولا نريد سلاماً عبر سيف يحمله مجنون في تل أبيب، نريد سلاماً يحقق لنا كرامتنا ويرجع حقنا غير منقوص”.

ومضى أبو السبح إلى القول “نحن في حكومة الشعب الفلسطيني التي جاءت عبر انتخابات نزيهة شهد لها العالم بأمانتها وبإرادة حقيقية للشعب؛ تريد السلام وتريد أن تعيد للشعب حقه، ولكن يأبى الذين يأبون للإنسانية السلام إلاّ أن يعاقبوا هذا الشعب جراء إرادته الحرة، لأنه اختار فئة من شعبه لتقود المسيرة، وبالتالي إذا كان السلام يأتي عبر التجويع والحصار والظلم فبئس ذلك السلام”.

وأضاف وزير الثقافة الفلسطيني “نريد للسلام أن يقيم للإنسان حقه ويعطيه حقوقه غير منقوصة، حرية الرأي والاعتقاد وحرية التنقل، وأن يكون له مسكن وحرية حقه في الحياة، أن يكون آمناً مستقراً، وهذا ما تكفله له شرائع السماء والأرض إن لم تكن ظالمة”، وقال “لا نريد سلام البندقية”.

وبدورها؛ ألقت كارين أبو زيد، مفوض عام الأونروا، كلمة في الفعالية، قالت فيها إنها بسبب الظروف التي تسود قطاع غزة ألغت احتفال مدارس الأونروا بهذا اليوم، مؤكدة أنّ السلام مطلب لجميع الشعوب، وأنّ وكالة الغوث هي مؤسسة خدماتية تقدم خدمات التعليم و الصحة وغيرها.

وأعربت أبو زيد عن تأكيدها بأنّ الأونروا “ستستمر في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين حتى الوصول الى حل سياسي”، معربة عن إيمانها بالشعب الفلسطيني.

وكان المهرجان قد افتُتح بالقران الكريم والسلام الوطني الفلسطيني، وتخلله أنشودة “نتمنى للعالم أن يحيا بسلام”، قدمها مجموعة من الفنانين، ثم مسرحية “أطفال يبنون عالماً”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات