السبت 20/أبريل/2024

بعد الصمت، دقت ساعة العمل

د. إياد إبراهيم شقورة

دوّت صفارات الإنذار في مناطق فلسطين المحتلة من الجنوب إلى الشمال معلنة بدء ردّ المقاومة الفلسطينية على عملية الاغتيال التي طالت قيادات في سرايا القدس –الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي-، وانطلقت صواريخ المقاومة لتدكّ المغتصبات الصهيونية بما فيها تل أبيب.

هذا الردّ الذي يأتي بعد ساعات من الصمت التي مرّت ثقيلة على الكيان الصهيوني وألقت بظلال الحيرة على قيادته.

ما حصل ويحصل في هذه الأوقات يغري بالوقوف والتأمل للخروج بالكثير من الاستخلاصات التي تستحق الوقوف عندها في هذه اللحظات الدقيقة، ومنها:

أولاً : أظهرت المقاومة –وبما لا يدع مجالا للشك- وحدتها وتماسك موقفها ونضجا يزداد بتراكم الخبرة وطول نفس انعكس في صمتها وتريثها لساعات تخللتها الكثير من المشاورات والاتصالات مع قيادة محور المقاومة في الإقليم لدراسة طبيعة الردّ وتحديد نطاقه والساحات التي ستشارك في المعركة المرتقبة، وهو ما يعني بالضرورة موقفا موحدا وإدارة مشتركة للميدان من خلال غرفة العمليات التي تجمع ألوان الطيف المقاوم.

ثانياً : إنه وبرغم العملية التي بدأها العدو، إلا أنّ الساعات التي تلت البداية كشفت عن حالة الإرباك والتخبط لدى قيادته والتي ظهرت جليا في ثنايا التصريحات المتتالية لوزرائه المتشددين كالتهديد باغتيال السنوار والضيف في حال تدخل حركة حماس. إضافة إلى ذلك، فقد برزت هشاشة الجبهة الداخلية الصهيونية والتي لا تستطيع الانتظار والصبر طويلا “على رجل ونص” خاصة وأنهم على بعد ساعات من أعيادهم الدينية مع ما يرافقه من تناقل أخبار فشل القبة الحديدية في اعتراض الكثير من الصواريخ التي أطلقتها المقاومة من قطاع غزة.

ثالثاً : وعلى العكس تماما، شكّلت حالة الهدوء والتحلي بالصبر لدى الحاضنة الشعبية الفلسطينية دعما حقيقيا لقادة المقاومة للعمل المتزن واتخاذ القرار المناسب بمعزل عن الضغط الشعبي والجماهيري المعتاد. وإنّ المتابع لما تم نشره عبر صفحات ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي يستطيع قراءة حالة الوعي والنضج لدى الجمهور ويعاين بوضوح مشهد التلاحم بين القيادة والقاعدة بما يعزز الجبهة الداخلية وقدرتها على الصمود لاسيما أنّ المعركة ما زالت في بدايتها وقد تكون الأوضاع مرشحة لمزيد من التصعيد في الأيام القادمة.

لذلك وأمام هذه الحالة التي تبدو في صالح المقاومة الفلسطينية، بات من الضروري أن تتحرك بقية الساحات الداخلية في الضفة والداخل المحتل لتشكّل مزيدا من الضغط على قيادة الكيان وتأجيج حالة الصراع بين أحزابه وهو ما سيمتد بالتأكيد ليطال المجتمع الصهيوني وهو ما سيزيد حالة التفكك والصراع الداخلي لدى شرائحه ويضيف في المقابل نقطة قوة جديدة تسجل لمصلحة المقاومة في إطار سعيها نحو وحدة ساحاتها من أجل تحقيق أهدافها.

وختاما يبقى السؤال هنا، هل سيكون للساحات الأخرى في محور المقاومة دور في هذه الجولة من التصعيد أم أنّ الوقت لم يحن بعد؟!!!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات