الأربعاء 13/نوفمبر/2024

التحريض على مخيم عين الحلوة.. لمصلحة من؟

التحريض على مخيم عين الحلوة.. لمصلحة من؟

عادت بعض وسائل الإعلام اللبنانية للتحريض على مخيم عين الحلوة، بطريقة غير مهنية أو سوية، فمن يراقب الإعلام اللبناني يستنتج أن هناك ما يحضر في الخفاء لهذه البقعة البائسة من البلاد.

عاصمة الشتات
لطالما أطلق على مخيم عين الحلوة لقب “عاصمة الشتات”؛ فهو المخيم الأكبر للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأنشئ عام 1948، ويقع وسط 12 مخيما للاجئين على أطراف مدينة صيدا اللبنانية.

بدأ المخيم بـ15 ألف نسمة إبان النكبة، وتزايد عدد سكانه وتضاعف مراراً ليصبح اليوم 120 ألف نسمة، 54 ألفاً منهم مسجلون رسمياً لاجئين لدى مكاتب “أونروا”، وجل هؤلاء يعاني حتى اليوم أوضاعا اقتصادية واجتماعية في غاية الصعوبة.

فالمخيم رغم تضاعف عدد سكانه إلا أن مساحته كما هي منذ نشأته، وذلك بسبب منع السلطات اللبنانية البناء الجديد فيه، أو حتى ترميم المباني القديمة.

تحريض وتشويه
ورغم المعاناة المتفاقمة التي يعيشها سكان المخيم وسط حالة من العنصرية والتمييز، إلا أنّ المخيم بات لا يعرف معنى للاستقرار ولا للعيش البسيط؛ فمحاولات زرع فتيل الفتنة بين أهالي المخيم لا تتوقف، وفي الأوقات التي يشهد المخيم فيها بعض الهدوء تتصاعد حملات التحريض ضده لأسباب تبدو خفية للاجئ الفلسطيني البسيط.

وبحسب المراقبين هناك، فإنّه يبدو واضحاً أنّ تحريضاً يحدث ليحول هذه البقعة من مكان لاستجلاب التعاطف مع البائسين هناك، إلى مسألة وطنية تحظى بالإجماع اللبناني وعلى مستوى وطني، كي يتكرر حمّام الدم بين الفلسطينيين وأبناء البلد من الجيش اللبناني على أرضهم، كما حدث في مخيم نهر البارد.

أخبار بلا مصادر
مقالات وأخبار وتقارير تعجّ بها الصحف والمواقع الإخبارية اللبنانية وبعض النشرات، كلها تجعل من مخيم عين الحلوة متهماً.

اتهامات بإيواء إرهابيين والقيام بتفجيرات واعتداءات.. مسلسل من الاتهامات لا ينتهي، والملاحظ أيضاً أن في هذه التقارير أسماء أشخاص لا أحد يعرفهم في المخيم، ولا يعرف ما إذا كانوا موجودين فعلا أم لا، بحسب مصادر خاصة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، والملاحظ أيضاً أنّ هذه التقارير والمقالات تنطلق من روحية واحدة وفلسفة واحدة.

وتقول المصادر: “الأغرب من ذلك أيضاً أنّ كُتاب هذه المقالات لا يتصلون بأي جهة فلسطينية، ولا ينقلون وجهة النظر الفلسطينية، ولا يتصلون بالأشخاص الذين يذكرون أسماءهم لنقل وجهة نظرهم”.

ويبدو أنّ هذه المقالات والتقارير التي تنشر ضد عين الحلوة تصدر من مكان واحد، ومن مطبخ إعلامي واحد، حيث تؤكد المصادر أنّ هذه المقالات لا تساهم في تحسين العلاقات الفلسطينية واللبنانية.

وتطالب المصادر الفلسطينيين بالاستمرار في ضبط النفس وتفويت الفرصة على الغرف السوداء التي تريد تدمير عين الحلوة؛ فقد كتبت جريدة الديار اليوم ثلاثة مقالات تهاجم فيهم مخيم عين الحلوة، تحت عناوين مختلفة كان أبرزها “إرهابيو عين الحلوة قرّروا الانتقال إلى الهجوم”، و”عين الحلوة من عاصمة للشتات إلى مخيم للإيجار”.

وما تزال روح الحرب تطوف أرجاء المخيم على إثر غبار التحريض الذي يهب ويزكم أنوف أبناء المخيم، فمن حين لآخر يحظى المخيم باهتمام إعلامي في نشرات الأخبار اللبنانية والعربية والعالمية، نظرا للأحداث الأمنية المتكررة التي يشهدها باستمرار، والضحية دوماً هو اللاجئ الذي ينتظر اللحظة التي  يعود فيها إلى فلسطين.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات