الأسير رشدي أبو مخ .. مؤبد و28 حبة دواء يوميا
“قبل أسبوع زرته في سجن نفحة الصحراوي، (كعادتي كل أسبوعين)، بعدما أضحت والدتي مسنّة، ولا تقدر على زيارته منذ سنة تقريبا”، بهذه العبارة بدأ “زكي حمدان أبو مخ”، من بلدة باقة الغربية في المثلث الفلسطيني المحتل، سرد حكاية شقيقه الأسير “رشدي أبو مخ”.
والأسير “رشدي أبو مخ”، من مواليد 20 نيسان 1960، لعائلة مكونة من خمسة أشقاء وثلاث شقيقات، عانت شظف العيش، ما اضطره إلى عدم إكمال دراسته الجامعية، لينتقل سريعا إلى ميدان العمل في مهنة الحدادة، وتجهيز الأبواب والنوافذ.
ويقول “أبو مخ”، لمراسلنا، “لا يوجد سجن يعتب على شقيقي، فلقد تنقل بينها كلها، منذ يوم اعتقاله في 24 آذار 1986، وعاش سنوات من البعد والحرمان والأحداث الجسام، كان أبرزها وفاة أحد أشقائه، بشكل مفاجئ، بتاريخ 7 آذار 2007، إثر حادث عمل، كما توفي والدي وهو في الأسر أيضا”.
المؤبد
وعن لحظات الاعتقال: “في يوم ماطر تفاجأ الأهل باعتقاله، وتوجيه تهمة الانتماء إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحيازة أسلحة ومتفجرات، وتنفيذ عملية فدائية، ضمن مجموعة من أبناء منطقته”.
وبعد عدة أسابيع من جلسات المحكمة، يقول شقيقه زكي، قضت المحكمة العسكرية في مدينة اللد بالسجن المؤبد، لتبدأ عذابات التنقلات بين السجون لعائلته، فمن سجن الرملة شمالا، إلى بئر السبع، ثم عسقلان، ثم نفحة ثم العودة إلى بئر السبع، وعسقلان مرة أخرى، وأخيرا نفحة.
ويستذكر شقيقه، موقفه الذي ثمنه أقرانه ومعارفه، بقراره فسخ خطوبته بعد صدور الحكم القاسي بحقه بقوله: “لا يمكن أن أظلم إنسانة ارتبطت معي، قبل أن تعلم أنني سأبقى أسيرا سنوات طويلة”.
ومن المواقف المضحكة في حياة الأسير رشدي، أنه مختص “بكانتينة” السجن لسنوات طويلة، وكان يطلق عليه صاحب الدكانة، لخبرته في توفير احتياجات الأسرى.
معاناة المرض
وأدت سنوات الاعتقال الطويلة إلى تعرض “رشدي” لأوجاع وأمراض مزمنة كالسكري، حيث يأخذ 4 إبر أنسولين يومياً، كما ويعاني من ارتفاع في ضغط الدم وانسداد في شرايين القلب، وقد خضع لعمليتي قسطرة في القلب، ويتناول يوميا 28 حبة دواء.
“لكن كل ما سلف لم يقف حائلا أمام مسيرة الحياة، إذ انغمس بالعمل الوطني داخل السجون، وشارك في تأطير الأسرى الجدد، كما التحق بالدراسة والدورات، إلى جانب خوضه أغلب الإضرابات المفتوحة عن الطعام”، بحسب شقيقه.
وما يزال أمل الإفراج عن “أبو مخ” يراوده، كما يقول شقيقه، ويخيم على أجواء أسرته ومجموعته التي اعتقل معها، وهم إبراهيم أبو مخ، ووليد دقة، وإبراهيم بيادسة، إذ يعدّ هؤلاء الأسرى من القدامى، الذين تم اعتقالهم قبل اتفاقية أوسلو، وهم من أسرى الدفعة الرابعة الذين كان من المفترض أن تفرج المؤسسة “الإسرائيلية” عنهم، عقب التفاهمات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال “الإسرائيلي”، قبل أن تتنصل الأخيرة من الإفراج عنهم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
غارات إسرائيلية عدوانية على ميناء الحديدة اليمني
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي - مساء الأحد- غارات عدوانية على ميناء الحديدة في اليمن، مسببة اشتعال النيران. وأكدت...
بؤرة استيطانية رعوية جديدة على أراضي الخضر في بيت لحم
بيت لحم - المركز الفلسطيني للإعلام أقام مستوطنون، اليوم الأحد، بؤرة استيطانية عشوائية جديدة على أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم بالضفة الغربية. وأفادت...
ميقاتي: عمليات النزوح غير مسبوقة ولا خيار سوى الدبلوماسية
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن عدد النازحين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان قد...
حزب الله يعلن استشهاد القائدين نبيل قاووق وعلي كركي
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن حزب الله اللبناني استشهاد القائدين الشيخ نبيل قاووق، والحاج علي كركي، وفي جريمتي اغتيال نفذتهما قوات الاحتلال...
استشهاد أسير فلسطيني بعد يومين من اعتقاله مصاباً
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد يومين من اعتقاله مصابا برصاص جيش الاحتلال من منزله بمخيم العين...
أسرى النقب يشتكون من سياسة تجويع وإِمراض لتعذيبهم نفسيا وجسديا
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام تمارس إدارة سجن النقب الصحراوي سياسة تجويع متعمدة بحق الأسرى، وتتعمد إهمال علاجهم، بهدف تعذيبهم جسديًا ونفسيًا،...
“الأغذية العالمي” يطلق نداء لتوفير الغذاء لمليون لبناني
روما - المركز الفلسطيني للإعلام أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحددة، اليوم الأحد، عملية طارئة لحشد 105 ملايين دولار، لتقديم المساعدات...