قناعات إسرائيلية متزايدة: صفقة القرن لن تشتري الفلسطينيين
بعد مرور ثلاثة أسابيع على إعلان صفقة القرن تؤكد الأحداث أن الإغراءات الاقتصادية التي تضمنتها كي يقبل الفلسطينيون بها أثبتت أنها عديمة الجدوى، لأنه مع مرور الأيام تترسخ خطورة الصفقة، وما تحمله من إهانة حقيقية للفلسطينيين؛ لأنها تقتصر في تطلعاتها نحوهم بإقامة حكم ذاتي على بقعات جغرافية مقطعة الأوصال، وعاصمة في أطراف أطراف شرقي القدس، مع فيتو إسرائيلي على عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين سيسمح لهم بالعودة إلى “دولتهم”.
يبدي الإسرائيليون استياءهم من نجاح الفلسطينيين في منع صدور موقف إيجابي من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تجاه الصفقة، ورغم مواقف محمود عباس الرافضة للصفقة، فإنه يمنع حاليا حدوث مواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
حتى في الجانب الإسرائيلي فإن المنظومة الأمنية بعد أن اطلعت جيدا على الصفقة، فإن لديها عددا من التحفظات والمآخذ، سواء ما تعلق بإطالة مسافة الحدود الجغرافية من 311 كيلومترا، وهي طول الخط الأخضر ووقف إطلاق النار لعام 1949 إلى 1400 كيلومتر في خطة ترامب، لأن حمايته والمحافظة الأمنية عليه تبدو مستحيلة وفق الظروف العسكرية الحالية.
كما أن فرض السيادة الإسرائيلية على 15 من التجمعات الاستيطانية في قلب الدولة الفلسطينية المستقبلية تبدو مسؤولية ثقيلة، لا تعرف المنظومة الأمنية والجيش الإسرائيلي كيفية الإيفاء بها، وربما يفاضل الجيش الإسرائيلي بين سيطرة رسمية، دون قدرة على الوصول لكل نقاط التجمع الإسرائيلي في لحظة الحقيقة الصعبة، وبين نصب قوات عديدة جدا في هذه المناطق، دون علاقة بعدد المستوطنين المقيمين في النقاط الاستيطانية.
وعند الحديث عن الجانب الاقتصادي في صفقة القرن، فإن الرئيس دونالد ترامب صاحب خبرة طويلة في إدارة المال والأعمال، ويرى العالم من بوابة البيع والشراء والصفقات والمساومات التجارية، ويعتقد أنه قادر في النهاية على شراء الجميع، لكن من ينوي شراءهم، وهم الفلسطينيون، يثورون على الصفقة، لأنهم غير قابلين للبيع.
إن الصفقة التي تحدثت عن خمسين مليار دولار مقابل تنفيذها بإقامة دولة فلسطينية، وصفها الفلسطينيون بأنها تشبه الجبنة السويسرية، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذا المبلغ ليس خاصا بالفلسطينيين فقط، بل سيتم توزيعه على الدول التي قامت بإيواء اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948، خاصة الأردن و(إسرائيل)، وبعد توزيع جزء كبير من المبلغ سيتبقى للفلسطينيين 28 مليار دولار، يتم توزيعها عليهم خلال السنوات العشر القادمة.
النتيجة النهائية، وفق الرؤية الإسرائيلية، أن الفلسطينيين سيحصلون في كل عام على 2.8 مليار دولار، وهي تقريبا المبالغ ذاتها التي تصل إليهم من خلال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين- الأونروا، والفرق بينهما ليس كبيرا، وما تعرضه صفقة القرن لا يعدّ انفراجة جدية بنظر الفلسطينيين.
المصدر / فلسطين أون لاين
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
لليوم الـ 356.. القسام يدك تحشدات العدو بقذائف الهاون
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 356 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...
حزب الله: قصفنا مقر استخبارات الاحتلال شمال فلسطين المحتلة
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن حزب الله، مساء الخميس، أن مقاتليه استهدفوا بصلية صاروخية الخميس قاعدة ميشار (مقر الاستخبارات الرئيسيّة للمنطقة...
لبنان تكشف حصيلة الضحايا الأطفال والنساء في العدوان الإسرائيلي
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة اللبنانية، الخميس، إن ما لا يقل عن 50 طفلاً و95 امرأة، قُتلوا في الهجمات الإسرائيلية المستمرة، منذ...
الرشق: الصحافيون والإعلاميون الفلسطينيون الصوت النابض لشعبنا المتطلّع للحريّة
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام وجّه عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزَّت الرّشق، الخميس، رسالة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني،...
15 شهيداً في مجزرة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 15 شخصا على الأقل وأصيب العشرات حتى الآن، إثر مجزرة مروعة ارتكبتها قوات الاحتلال داخل مدرسة تؤوي...
غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية - مساء الخميس- غارة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وسط حديث...
البنك الدولي: كل سكان قطاع غزة يعانون من الفقر والتضخم تجاوز 250%
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام قال البنك الدولي، إن كل سكان قطاع غزة يعانون من الفقر مع بلوغ نسبته 100%، وأشار إلى أن التضخم تجاوز 250%، بسبب...