الجمعة 29/مارس/2024

أطفال غزة.. عودة لمقاعد الدراسة بمشاعر مختلطة بغبار العدوان

أطفال غزة.. عودة لمقاعد الدراسة بمشاعر مختلطة بغبار العدوان

يعود مئات آلاف الطلبة لمقاعد الدراسة، غداً الاثنين، في مستهل عام دراسي جديد، محمّلين بمشاعر مختلطة بغبار العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، الذي رحل فيه 17 طفلا، وأصيب العشرات بجراح مختلفة.

وأسفر العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة مطلع آب/أغسطس الجاري عن استشهاد 49 مواطناً، وإصابة المئات بجراح مختلفة، وبلغ عدد الشهداء من الأطفال 17 طفلا كان يتلقون تعليمهم في مراحل دراسية مختلفة.

وسيحرم العدوان الهمجي عشرات الأطفال الآخرين الذين أصيبوا بجراح مختلفة بعضهم جراحه بليغة أدت إلى بتر أطرافه، من العودة إلى مقاعدهم الدراسية في المنظور القريب على الأقل.

حتى أولئك الطلبة الذين لم يصابوا بأذى جسدي، تؤكد الدراسات والمتابعات الميدانية أنّ غالبيتهم، سيما من فئة الأطفال، قد أصيبوا بصدمات نفسية جراء حجم الدمار الذي تسببه الاحتلال في العدوان الأخير، والعدوانات الأخرى التي سبقتها.

تحدٍّ كبير

سامي جاد الله، رئيس قسم الإعلام بوزارة التربية والتعليم العالي، أكد أنّ وزارته تواجه تحدياً كبيراً أمام ما مرّ ويمر به الطلبة الذين سينتظمون في مقاعدهم الدراسية.

وبيّن أنّ الوزارة ستفتتح الفصل الدراسي الأول من العام الجديد ببعض البرامج التعليمية والأنشطة الخاصة بالدعم النفسي؛ لتخليص الطلبة من آثار العدوان الصهيوني الأخير، وتهيئتهم للعام الدراسي الجديد بالشكل السليم.

وأوضح جاد الله في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ التحدي الأكبر هو الطلبة الذين سيعودون إلى مقاعدهم، ولن يجدوا رفقاء دربهم وأصدقاءهم في الفصل والمدرسة الواحدة، أو أولئك الذين غيّب العدوان أقاربهم.

وأشار المسؤول في وزارة التربية والتعليم، إلى أنّ هناك برامج وأنشطة خاصة بالطلبة الذين تعرضوا للإرهاب الصهيوني مباشرةً؛ وهم المصابون أو الذين استشهد أقاربهم، فتسبب لهم الأمر بمشاكل نفسية، أو تغيير في سلوكهم من قبيل المعاناة من الانطواء أو السلوك العنيف والعدوانية.

وقال: “تعمل هذه الأنشطة على التفريغ الانفعالي وكذلك ضبط السلوك، ويتم التعامل مع هؤلاء الطلبة من خلال الإرشاد الفردي أو التوجيه الجمعي من خلال وضعهم في مجموعات تساعدهم في التخلص من المشاعر السلبية التي تعتريهم”.

وبيّن أنّ هناك أيضاً برامج وأنشطة خاصة لبقية الطلبة تساعد المرشد التربوي على التعرف على الطلبة الذين لديهم اضطراب ما بعد الصدمة والذي عادة ما تظهر أعراضه بعد 3 أشهر من التعرض الفعلي للصدمة، حيث يحاول المرشدون التحقق من وجود أي أعراض أو إشارات تدلل على هذا الأمر.

أعراض نفسية

ويرى أطباء ومختصون نفسيون، أنّ الأطفال في قطاع غزة يعانون من سلسلة من الأعراض النفسية المرتبطة بالخوف من القصف؛ كالاكتئاب والقلق والاضطرابات السلوكية والتبول اللاإرادي وعصبية المزاج وغيرها.

ويشددون على أنّ تلك الآثار النفسية للأطفال، بحاجة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي السريع لهم بعد العدوان مباشرة، وتقديم الألعاب الترفيهية لهم حتى ينسوا أصوات الانفجارات، ومعاودة نظام الحياة الذي كان قبل القصف إلى أسرهم مرة ثانية.

وكانت منظمة “أنقذوا الأطفال” حذرت في وقتٍ سابق من أنّ الأطفال في غزة سيعانون سنوات قادمة، وقالت: “الأطفال في غزة يعانون من الخوف وقلة النوم، وتظهر عليهم علامات القلق مثل الاهتزاز المستمر والتبول اللاإرادي”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات