السبت 20/أبريل/2024

ماذا يفعل الديناصور في سجن النقب؟

ماذا يفعل الديناصور في سجن النقب؟

كثيرة هي قصص البطولة في سجون الاحتلال، والتي يغيب جزء كبير منها عن الإعلام الفلسطيني؛ ومن هذه القصص؛ حكاية أحد الأسرى الأبطال، والتي سردها بشكل بطولي وسريع الأسير باجس يونس عمرو من داخل سجن النقب الصحراوي.

 يقول: “هل رأيت ديناصوراً من قبل؟ هل خطر في بالك أن يكون هنالك ديناصور في القرن الواحد والعشرين؟”.

يبدأ المرء حين يسمع هذا الاسم “الديناصور” بتخيل المخلوق الضخم بالحجم اللانهائي، القوي المفترس وفي نفس الوقت المُنقرض، فلا يتخيل إنسان أن يكون قد بقي هنالك ديناصورات في هذا العصر ولكن! قد يُطلق هذا الاسم على إنسان ما إذا شابه الديناصورات في صفاته أو بعضها على الأقل، وهذا بالضبط ما حدث مع بطل هذه القصة فبطلها يُلقب بالديناصور.

فارس القصة

فارس قصتنا هو الأسير (عماد عبد الرحيم) ابن الخمسين عاماً من مدينة سلفيت، والمُلقب بالديناصور والذي لا يكاد أحد من الأسرى يعرف اسمه الحقيقي.

وُلد الأسير عماد عبد الرحيم في العام 1966م في مدينة سلفيت التي ترعرع وأتم تعليمه فيها، انخرط الأسير عماد في العمل الوطني ومقاومة الاحتلال في مرحلة مُبكرة من عُمره كما هو حال مُعظم المقاومين، اعتقل أسيرنا للمرة الأولى في العام 1988م، وأفرج عنه بعد أن قضى عاماً في السجن، ليُعاد اعتقاله في العام 1992م، حيث كان يُحاول إيصال سيارة مُفخخة إلى الداخل الفلسطيني كانت من إعداد المهندس يحيى عياش، وأحيل بعدها إلى التحقيق ليتعرض لمحاكمات عديدة، وبعد انتهائه من التحقيق حكمت عليه المحكمة “الإسرائيلية “بالسجن لمدة ثلاثين عاماً أمضى في السجن منها تسعة عشر عاماً مر خلالها بجميع السجون “الإسرائيلية” والتقى بمعظم إخوانه الأسرى من كوادر وقادة العمل الوطني والإسلامي من جميع الفصائل.

عُرف الأسير عماد عبد الرحيم بقوة عزيمته ومُناهضته للمحتل خارج السجن وداخله، فقد كان أحد أبطال محاولة الهرب التي كانت في سجن شطة حيث عُرف عنه صلابة إرادته وتصميمه، وكان أيضاً ودوداً يُحبه جميع الأسرى.

حرية فعودة إلى الأسر

فبهذه الصفات السابقة الذكر حصل على لقب (الديناصور)، وأراد الاحتلال أن ينقرض هذا الديناصور ويُخفي ذكره بعد أن زُج به في السجن لفترة طويلة استمرت تسعة عشر عاماً، ولكن شاءت إرادة الله أن يُفرج عن هذا الأسير البطل خلال صفقة تبادل وفاء الأحرار (شاليط) في العام 2011م ليعود إلى ربوع الوطن حُراً رغم أنف المحتل.

تزوج الأسير عماد بعد خروجه من السجن وأنجب طفلةً سماها (أمينة) على اسم والدته التي تُوفيت وهو في غياهب السجون، ثم أعاد المُحتل اعتقاله في العام 2014م بعد عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل وبقي في السجن حتى اليوم حيث أعادت المحكمة “الإسرائيلية” للأسير ما تبقى من حكمه السابق والبالغ أحد عشر عاما.

أُعيد الديناصور إلى السجن ظُلماً وعدوانا بعد أن خرقت “إسرائيل” اتفاقية صفقة التبادل، ولكن ثقته بالله أولاً وبالمقاومين من أبناء شعبه ثانياً لتجعله دائماً يرى اليوم الذي يُعانق فيه ابنته (أمينة) قريباً جداً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات