جنود الاحتلال يتفننون في سلب فرحة العيد من الفلسطينيين وأطفالهم

لم تستثن قوات الاحتلال الصهيوني بإجراءاتها الحربية أيام العيد، إذ واصلت تلك القوات عملياتها في العديد من القرى والمدن الفلسطينية، بل وسعت جاهدة لسلب الأطفال الفلسطينيين من فرحة العيد.

استيقظ المواطنون في مدينة الخليل (جنوب الضفة الغربية)، في أيام عيدهم، على انتشار عسكري ملحوظ في العديد من المناطق والمحاور، حيث تم منع المواطنين من اجتياز بعض الطرقات والتحرك لزيارة أقاربهم وصلة أرحامهم، يضاف إلى ذلك حملات الاعتقال التي طالت عددا من المواطنين وبينهم أطفال.

ولم يكن الأطفال بمنأى عن تلك الإجراءات، بل كانوا في صميم الهدف؛ بعد أن أوقفت دورية صهيونية في قرية خرسا جنوب الخليل، طفلا لا يتجاوز الثامنة من العمر، وقامت بتفتيشه؛ حيث تبين لاحقاً أن السبب كان في قيام الطفل بتصويب مسدسه البلاستيكي الصغير نحو هؤلاء الجنود، فتمت مصادرة لعبته، وتسليمها للمجندة لتنزع فرحة الطفل، وتلعب هي بالمسدس البلاستيكي أمامه، بل وذهب الجنود لأبعد من ذلك حين توجهوا بالأمر لمحل تجاري قريب بمنع بيع المسدسات البلاستيكية.

وفي المنطقة ذاتها؛ قال شهود عيان إن دوريات صهيونية أغلت أحد الشوارع، ومنعت مرور المواطنين من خلاله دون إبداء السبب، وبقي الشارع مغلقا حتى ساعات متأخرة، مما أفسد العيد على عشرات العائلات في تلك المنطقة.

معاناة نفسية للعيد

هذا جانب من المعاناة الميدانية؛ أما عن المعاناة النفسية، فقد استقبلت آلاف العائلات العيد بالحزن لفراق أبنائها إما شهداء أو معتقلين، فأمهات الشهداء يستقبلن عيدا آخر بفراق أبنائهن الذين ارتقوا برصاص عدو لا يزال يسرح ويمرح ويمارس نفس السياسية، فيما أمهات المعتقلين استقبلن شمس العيد بعبرات الحزب والتوق لأبنائهن.

وللتخفيف عن عائلات المعتقلين وأبنائهم وأطفالهم؛ نظمت الحركة الإسلامية في محافظة الخليل زيارات ميدانية لعائلات الأسرى وقدمت الهدايا للأطفال، مؤكدة وقوفها إلى جانب المعتقلين وتضامنها معهم ومع عائلاتهم.

وأعربت عائلات الأسرى عن سعادتها بزيارة وفود الحركة الإسلامية وتضامنها معهم، مؤكدة أن ذلك يدل على مدى الأخوة والروابط الصادقة بين أبناء الحركة الإسلامية.

عيد عن بُعد

 

ولا يختلف الحال كثيراً في مدينة جنين (شمال الضفة الغربية)، فبعد يومين من المحاولات المتكررة للعبور عبر حاجز الحمرا والوصول إلى مدينة أريحا لمعايدة ابنته؛ قرر الحاج موسى زكي أن تقتصر عيديته لهذا العام على محادثة ابنته عبر الهاتف، ليتمنى لها ولأسرتها عيداً سعيداً، ويعتذر لها بعدما باءت جميع محاولاته للوصول إليها ومشاركتها وأسرتها فرحة العيد جراء منع الجنود الصهاينة من المرور.

“إنه ظلم كبير”، يصرخ الحاج موسى بحرقه، وهو الذي تجاوز العقد الثامن من عمره، ويتابع “حتى صلة الرحم يريدون، بل تمكنوا من حرمننا منها، فماذا استفادوا من حرمان رجل مسن مثلي من عبور الحاجز في هذه الأيام المباركة ليعيش مع ابنته الوحيدة المتزوجة في أريحا أيام العيد .. إنها مصيبة كبيرة ولا زال العالم يتفرج علينا”.

ويضيف: “منذ عام لم أتمكن من زيارة ابنتي بسبب سياسة الطوق والإغلاقات التعسفية التي تمارس بحقنا وكنا نتوقع أن تخفف قوات الاحتلال إجراءاتها التعسفية في العيد، ولكن حتى العيد لم يشفع لنا لدى هذا الاحتلال الظالم”.

عيد وحواجز لا يلتقيان

وشددت قوات الاحتلال الصهيوني من إجراءاتها العسكرية في منطقة جنين خلال أيام عيد الفطر، وقال الأهالي إن الجيش نصب عدة حواجز في أماكن مختلفة، واستمر الجنود في منع أهالي جنين من التنقل لمحافظات الضفة الغربية، مما يدحض الحديث الصهيوني عن تنفيذ تسهيلات للسماح للمواطنين بحرية التنقل والحركة في العيد.

وقال المواطن جميل نعمة الذي يقيم في طوباس انه لم يتمكن من المرور عبر حاجز الحمرا لزيارة أقاربه المقيمين خلف الحاجز ومعايدتهم في العيد.

وذكر الأهالي أن الجنود كانوا يتعمدون احتجازهم على الحواجز ومنعهم من التنقل، ويؤكد إبراهيم نافع ذلك ويقول: “وصلت لحاجز عناب وأوقفني الجنود، ودون تفتيش، قالوا أنت ذاهب لمعايدة اهلك في العيد، وقلت لهم نعم، فقالوا ممنوع ارجع إلى جنين”.

أما المواطن محمود أبو علي، فبعدما نجح في سلوك عدة طرق ترابية وفرعية للوصول إلى طولكرم، وصل إلى حاجز وضع بشكل مفاجئ، ومنعه الجنود من المرور.

وقال: “نهضت مبكرا في اليوم الأول من العيد للتغلب على الحواجز والوصول إلى طولكرم لمعايدة بناتي المتزوجات هناك، وسلكنا طرق وعرة وصعبة ولكن اصطدمنا بحاجز مفاجئ، وعندما علم الجنود أني اسكن جنيو أرغموني على العودة غير آبهين بمعاناتي، رغم أني شرحت لهم أني ذاهب لمعايدة بناتي.