الجمعة 27/سبتمبر/2024

لأول مرة منذ سنوات.. عمل معبر رفح يشهد تحسنا ملحوظا

لأول مرة منذ سنوات.. عمل معبر رفح يشهد تحسنا ملحوظا

شهد معبر رفح البري، اليوم الاثنين، نقلة نوعية وتطورًا كبيرًا لأول مرة منذ سنوات في دخول وتسهيل مرور الحافلات إلى الجانب المصري؛ حيث قُدرت عدد الحافلات التي دخلت إلى الجانب المصري خلال ساعة واحدة من عمل المعبر حوالى 6 حافلات.

وتفتح السلطات المصرية معبر رفح البري اليوم الاثنين استثنائيًّا، ولثلاثة أيام، في الاتجاهين كليهما.

تفاؤل
التسهيلات الأخيرة أثارت تفاؤلاً كبيراً لدى الفلسطينيين العالقين الذين ينتظرون دورهم في السفر لقضاء مصالحهم، لاسيما بعد أن باتت الأوضاع السياسية بين الجانبين المصري والفلسطيني تأخذ منحىً إيجابياً.

وعلى مقربة من شباك الصالة الخارجية لمعبر رفح يجلس السبعيني جواد سكيك رفقة زوجته أم إبراهيم، منتظراً سماع اسمه للسفر إلى جمهورية مصر العربية؛ متجهاً إلى المملكة العربية السعودية حيث يسكن هناك.

ويتمني سكيك، وهو مقعد وفاقد بصره، أن تفتح هذه التسهيلات فجوة في جدار الحصار على قطاع غزة.

وطالب أبو إبراهيم في حديثٍ لمراسلنا، السلطات المصرية بضرورة فتح المعبر بشكل دائم؛ لتسهيل حركة سكان القطاع المحاصر، معرباً عن أمله بأن تكون رحلته سهلة في الجانب المصري، وأن لا يواجه أي صعوبات أو معيقات.

ومنذ بداية عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لم يشهد معبر رفح أي تحسن يذكر رغم الوعود المتكررة، لكن اليوم الأول لفتح المعبر اليوم الاثنين كان مختلفاً، حينما سمحت السلطات المصرية بدخول حوالى 12 حافلة كشوفات داخلية في مدة زمنية لا تزيد عن الخمس ساعات فيما لا يزال العمل مستمراً بالمعبر.

التسهيلات تبعث الأمل
التسهيلات الجديدة بعثت الأمل لدى الثمانيني جميل شعت وزوجته اللذين ينتظران رؤية نجلهما في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد 6 سنوات من مغادرته القطاع، معبرين عن أملهم بأن تكتحل عيونهم برؤيته قبل أن توافيهم المنية.

واستذكر شعت تلك الأيام التي كان يسافر فيها إلى جمهورية مصر العربية للدراسة، قائلاً: “كنت عندما أنوي السفر إلى مصر للدراسة أركب السيارة مع ساعات العصر، وأصل مع المغرب أو العشاء”.

وتابع في حديث لمراسلنا: “هذه الأيام نجد صعوبات كبيرة للسفر والتنقل من قطاع غزة نتيجة مناكفات سياسية لا دخل للمواطن في قطاع غزة بها”، مطالبا الجانب المصري بزيادة التسهيلات لسكان القطاع بشكل عام ولكبار السن والمرضى بشكل خاص.

وتساءل الحاج جميل عن إغلاق الجانب المصري المعبر بشكل متواصل، لافتاً إلى أن قطاع غزة ومصر تربطهم علاقات نسب وقرابة بشكل كبير جداً، مبدياً رغبته في استمرار هذه التسهيلات حتى تصل إلى الفتح الكليّ للمعبر.

الرغبة المصرية بتقديم تسهيلات جديدة لفتح معبر رفح الحدودي مع استمرار حالة الحصار المفروضة على القطاع للعام العاشر على التوالي، تأتي بعد القرارات المصرية الأخيرة القاضية بزيادة عدد السلع المسموح دخولها عبر معبر رفح البرى مثل الاسمنت والزفت “القار” والدهانات والسيارات.

عمل المعبر
من جهته، قال مدير معبر رفح البري هشام عدوان إنه وبعد الاعلان عن فتح الجانب المصري لمعبر رفح البرى ثلاثة أيام، وُضعت كشوف المسافرين على موقع الهيئة العامة للمعابر.

وأوضح عدوان في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “إنه ومنذ ساعات الصباح بدأ العمل داخل المعبر، حيث تمكنت حوالي 9 حافلات من مغادرة القطاع باتجاه الصالة المصرية حتى الساعة الواحدة مساءً، وهي إجراءات لم نلاحظها في السابق”.

وأضاف: “في هذا اليوم نلمس حقيقةً ليونةً وبعض التسهيلات في سير الحافلات المتجهة إلى الجانب المصري، حيث لم نتعود في هذه الساعات أن تُستوعب كل هذه الحافلات في غضون ساعتين أو ثلاثٍ”.

وشكر عدوان السلطات المصرية على هذه التسهيلات الملموسة داخل المعبر، مضيفاً: “نريد أن يبنى على هذه الإجراءات والتسهيلات في المستقبل القريب، حتى نصل إلى فتح المعبر بشكل دائم ومستمر”.

وتغلق السلطات المصرية معبر رفح منذ ثلاث سنوات بشكل شبه كامل بسبب الأوضاع الأمنية في سيناء، وتفتحه بشكل استثنائي، وهو ما انعكس بشكل سلبي على حياة أهالي القطاع في السنوات العشر الأخيرة، وتردي الوضع الاقتصادي، وزيادة المعاناة لجميع الشرائح بما فيها المرضى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات